تراثنا

عاشق الآثار الفلسطيني يقيم متحفاً في خان يونس

خان يونس:

مندفعاً بحبه للوطن وخوفاً على آثاره من محاولات التشويه والطمس الإسرائيلية، قرر الفلسطيني وليد العقاد تحويل منزله ومحيطه في خان يونس جنوب غزة إلى متحف وطني يضم قطعا أثرية ومقتنيات قديمة نادرة حرص على جمعها والاحتفاظ بها منذ كان شابا يافعا.

WaleedAkkad
أ. وليد العقاد مؤسس ومدير متحف العقاد

ويعد “متحف العقاد الثقافي للتراث والآثار” في خان يونس من المتاحف التراثية الخاصة المتميزة بما يضمه من مقتنيات عمد إلى جمعها بجهود ذاتية خشية اندثارها وضياعها من ناحية ولمقارعة الاحتلال بها من ناحية ثانية.

ووفقا لفضائية “الجزيرة” يقول العقاد أن الهدف من إنشاء المتحف هو الحفاظ علي التراث الفلسطيني من الضياع على أيدي الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول جاهدا البحث والتنقيب عن القطع الأثرية النادرة وسرقتها لتزوير التاريخ، ولقناعته الثابتة بأن سرقة تاريخ شعب أهم من احتلال أرضه.

وأضاف”

“مهمتي كفلسطيني التصدي لمحاولات الاحتلال طمس تاريخ وتراث فلسطين، وحمايته من الضياع، ليبقى شاهدا على تراث أجدادنا وآبائنا باعتباره عملا نضاليا ووطنيا”.

ويعرف العقاد بين سكان بلدته بعاشق الآثار، ويوضح أن رحلته مع الآثار بدأت قبل 30 عاما، حيث استطاع جمع العديد من المكتشفات الأثرية والوثائق التاريخية ووضعها داخل المتحف.

يحتل متحف العقاد مساحة تقدر بنحو 700 متر مربع في منطقة زراعية جميلة وهادئة، حيث البساطة التي تضفي على المكان بما فيه من مقتنيات جمالا توحي للزائر بأنه يتنقل بين عصور تاريخية مختلفة، ويفد على المتحف الكثير من الزوار كالوفود المدرسية وطلاب الجامعات والمؤسسات الأهلية والرسمية وبعض الوفود الأجنبية التي تزور القطاع بين الحين والآخر.

يضم المتحف ثلاثة أقسام الأول للآثار والثاني للتراث والثالث للزواحف والطيور المحنطة التي عاشت في فلسطين، فالأول يختص بالآثار الرومانية والبيزنطية التي تعود إلى ما قبل الميلاد ويحتوي على أعمدة من الرخام استخدمت في بناء القصور التي تعود إلى العصر البيزنطي، إضافة إلى ركن خاص بالنقود والعملات القديمة في العصور الأموية والعباسية.

أما القسم الثاني فيختص بالتراث الذي يحتوي على ركن خاص بالثورة الفلسطينية ويضم مختلف أنواع الأسلحة القديمة التي استخدمها الفلسطينيون في الحروب الفلسطينية والعربية عبر مراحل نضالهم المختلفة.

كما يضم القسم نفسه ركنا يضم الملابس التقليدية المختلفة للرجال وللفلسطينيات وكافة المقتنيات المنزلية القديمة والأدوات الزراعية وغيرها من الأدوات الموسيقية كالأرغول والربابة ولشبابه، والهودج المزخرف الذي تحمل به العروس يوم زفافها على ظهر الجمل، ويضم القسم الثالث بالمتحف عددا من الزواحف المحنطة كالكوبرا والتمساح وبعض الطيور والأسماك التي تشتهر بها فلسطين.

ويطمح العقاد إلى إنشاء مبنى جديد للمتحف يتيح له عرض كل ما لديه من أثار ومقتنيات قديمة، إلا أن الحصار الإسرائيلي ساهم في تعطيل هذا المشروع لعدم توفر المواد اللازمة للبناء.

صور من المتحف:

خالد صافي

خالد صافي مدرب في مجال الإعلام الجديد ومهتم بالتصوير والتصميم، حاصل على لقب سفير الشباب الفخري من وزير الشباب والرياضة التركية، حاز على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2012 من دويتشه فيله الألمانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى