الأمطار تغرق كرافانات الإيواء شرقي خان يونس
خان يونس:
أغرقت مياه الأمطار كرفانات حديدية تأوي نازحين في بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة بعد لجوئهم إليها بفعل تدمير منازلهم في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يوليو وأغسطس الماضيين.
وسارع باسل النجار لانتشال طفله الصغير البالغ خمس أعوام وهرول مسرعًا من داخل كرفان أصبح المأوى الوحيد لأسرته المكونة من أربعة أفراد، لخارجه وسط تساقط الأمطار بغزارة.
فيما حملت زوجته طفلاً أخر، وعاد هو الأخر ليحمل طفله الثالث ليخرجه حفاظًا على حياته بعدما تدفقت المياه لداخل الكرفان من الداخل والخارج، وتجمعت مياه الأمطار من حولها، وأغرقتها، حتى وصل منسوب المياه لنحو نصف متر ويزيد.
غرق الكرفانات
ويقول النجار:
“مياه الأمطار التي هطلت بغزارة، تدفعت بشكل سريع للمنطقة التي تتواجد بها الكرافانات على مقربة من مدخل بلدة خزاعة، كونها منطقة منخفضة، ما أدى لارتفاع منسوب المياه لنحو نصف متر، ودخولها لداخل الكرفانات”.
وأضاف:
“كذلك تدفقت المياه من أنابيب الصرف الصحي لداخلها ومن أسقفها والجدران وأغرقت الأثاث بأكمله والملابس والفراش، ما جعل الوضع مأساوي ودفعنا للخروج منها تحت زخات المطر الغزيز والبقاء في الشوارع دون مأوى”.
وهربت عشرات العائلات من النازحين أمثال النجار من داخل الكرافات ووجهوا فورا نداء استغاثة إلى البلدية التي استجابت بإرسال (كباش) لفتح قنوات تصريف للمياه المتجمعة، حتى يتمكن السكان من العودة لها.
وهذه هي المرة الثانية التي يغرق فيها النازحون في بلدة خزاعة خلال أسبوعين، وسبق أن عمدت جهات مختصة إلى تحصين الكرفانات عقب السقوط الأول للأمطار دون أن ينفع ذلك قاطنيها أمام غزارة الامطار.
وبحسب النجار فإنهم عارضوا منذ البداية الإقامة داخل الكرفانات نظرا لأن منطقتهم منخفضة وهي مكان تتجمع به مياه الأمطار كل عام، غير ان ما دفعهم لذلك عدم وجود بديل متاح لهم.
ويجد المئات ممن دمرت منازلهم في العدوان الإسرائيلي أنفسهم في مواجهة برد الشتاء داخل كرفانات حديدة لا تتجاوز الواحد منهم مساحته 35 متر مربع ويقتصر على غرفتين ومطبخ وحمام.
وينتظر أن يكون فصل الشتاء ضيفا ثقيلا على متضرري عدوان واسع النطاق شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين.
تطاير أسقف
ونجت الشابة إسلام النجار الأم لطفلين من الموت المُحقق بعدما سقطت الحجار التي كانت تثبت بها ألواح الصفيح الذي تطاير وسقط السقف على رأسها، واصيبت بجراح طفيفة، أثناء طهيها طعام الغداء لأسرتها داخل منزلهم المدمر جزئيًا في حي أبو ريدة في خزاعة.
وتشير إسلام إلى أن جيرانها وأهلها الذين يقطنون بجوارها هرعوا لها ونقلوها وأطفالها من داخل المنزل وأخرجوا أثاثها الذي غرق بشكل شبه كامل، وعملوا على إخراج المياه التي تدفقت بداخله.
ونوهت إلى أن منازل جيرانها من عائلة قديح وأبو ريدة غرقت، وبعضها دخل إليه المياه، خاصة ممن تعرض للتدمير الجزئي، ويسكن أصحابه في جزء منه، بينما تجمعت المياه في بعض الطرقات، وفي المناطق المنخفضة لعدم وجود تصريف لها..
غرق مناطق أخرى
وتسبب تدمير البنية التحتية وتجريف الطرقات لغرق معظم طرق البلدة، والأخرى المؤدية لها، نتيجة تجمع المياه بكميات كبيرة وسطها، وعرقل حركة المشاة والمركبات منها وإليها، فيما تحولت بعض الطرقات لوحل، نتيجة غزارة الأمطار..
وفي منطقة الزنة المدمرة (أحد أحياء بلدة بني سهيلا) شرقي خان يونس، دخلت المياه لمعظم المنازل المدمرة بشكل جزئي، وللخيام البديلة التي أقامها السكان، ما دفعهم لتكرها والخروج منها، فيما غمرت المياه معظم الطرقات وأغلقتها، قبل أن تتدخل البلدية وتعالج بعض المشكلات، “حسب شهود عيان”.
فيما غرقت مناطق “آل شاهين، أبو عنزة، أبو طعيمة، عصفور، الشواف، أبو دقة، قديح..” في بلدتي عبسان الكبيرة والصغيرة، وهي مناطق تعرضت للتجريف والتدمير والقصف خلال العدوان، ما جعل أدى لمحاصرة بعض السكان، ونزوح آخرين، لعدم وجود قنوات لتصريف المياه، وتدفقها داخل كثير من المنازل.
ويؤكد السكان أن معظم منازل المناطق المذكورة تعرضت للقصف المباشر، وأخرى للتجريف، والمنازل التي لم يطالها القصف والتجريف تصدعت وتحطمت نوافذها وتشققت جدرانها، وبعضها انهار، ما جعلها عرضة لتسري المياه بداخلها.
وناشد سكان تلك المناطق بتدخل فوري وعاجل لإنقاذهم من خطر البرد القارص الذي يتهدد حياتهم وحياة أطفالهم على وجه الخصوص، والإسراع في الإعمار وترميم البنية التحتية الهشة لتلك المناطق بفعل القصف والتدمير والتجريف..
صور من عدسات المواطنين: