وانتصر خضر عدنان
الإرادة الفلسطينية الصلبة هي نوع من الإرادات الاستثنائية التي لن يستطيع كبار علماء النفس تحليلها ومعرفة بنيتها السيكولوجية، نعم هذه الإرادة الفلسطينية المتمثلة ابتداءاً بالأسرى ومروراً بالشهداء والنساء والأطفال وليس انتهاءاً بالطفل الوليد الذي يولد على ارض هذا الوطن “فلسطين”.
هذا الفلسطيني الذي استطاع أن يعلن عن وجوده وعن حقه في العيش والوطن الكريم في ظل التكالب الدولي عليه منذ فجر التاريخ، يستحق كل الإجلال والاحترام والتقدير على قدرته اللا محدودة في تحدي الصعاب وتحدي عنجهية الاحتلال المتعاقب عليه منذ مئات السنين.
الأسير خضر عدنان بانتصاره مرة اخرى على سجانه وفرض إرادته على المحتل الاسرائيلي رسخ مجدداً هذا النموذج الفلسطيني الاستثنائي في الصمود أمام عنجهية السجان الإسرائيلي،حيث لم يكن يملك في حربه هذه سوى أمعائه الخاوية وإرادته الصلبة التي فاقت كافة الأسلحة والجيوش العاتية، هذه الإرادة التي جعلت من الاحتلال الإسرائيلي بعنجهيته وجبروته يذعن صاغراً لإرادة الشيخ خضر عدنان الذي فضل الموت على أن يكون سليب الحرية.
خضر عدنان الذي صمد في فترات اسره السابقة مضرباً عن الطعام ومحطما كافة الأرقام الدولية والمحلية في الصمود دون طعام جدد انتصاره مرة أخرى على سجانه وهو من رسَّخ نموذج التحدي بالأمعاء الخاوية لقضبان السجن وعنجهية السجان ليكون نموذج يحتذى به لنماذج أخرى تبعته منهم : سامر العيساوي، ومحمود السرسك، يوسف الشراونة، ثائر حلاحلة،جعفر عز الدين وأكرم الريخاوي و والأسيرة هناء الشلبي، وغيرهم من الأسرى الأبطال الذين سطروا بإرادتهم الصلبة نماذج استثنائية في الصمود وقهر الجلاد،والتي تستحق أن تدرس في الجامعات.
أوصل خضر عدنان مرة أخرى رسالة قوية لكل العالم أن الشعب الفلسطيني المقهور والمظلوم يستطيع بإرادته الصلبة وبأبسط الأدوات أن ينتزع حقوقه دونما منة من احد.
الشيخ “خضر عدنان” أرسلها مدوية للعالم الذي يسمي نفسه الحر والذي يدافع عن حريات الشعوب والديمقراطية الزائفة،أن هناك شعب فلسطيني مسلوب الحقوق والأرض والحرية يجب ان ترفع عنه لكي ينعتق من نير الاحتلال.
لقد عرَّى خضر عدنان بإرادته الصلبة وأمعائه الخاوية هذا الكيان الورقي الخاوي أمام العالم حيث استطاع شخص بأمعائه الخاوية أن يفرض إرادته عليه، وكشفت مرحلة الإضراب الطويلة والمتكررة واعادة اعتقاله أكثر من مرة عن زيف هذا الكيان الاحتلالي الذي يتغنى بالديمقراطية والحرية.
خضر عدنان فضح هذا الاحتلال وممارساته بحق الفلسطينيين، من خلال صموده الأسطوري الطويل الذي من خلاله جذب أنظار العالم ووسائل الإعلام الدولية تجاه القضية الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطيني من اعتقال وتعسف وقمع للحريات ومصادرة للأراضي من قبل احتلال يسوق نفسه على انه بلد ديمقراطي ويدعم الحريات.
” العالم” و”المؤسسات الدولية المعنية” مطالبون بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا بسبب دفاعهم عن قضيتهم العادلة التي سلب الاحتلال منهم أرضهم وحريتهم، على المؤسسات الدولية التحرك الجدي للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطيني ولا ينتظروا أن يصبح كل الأسرى خضر عدنان جديد.
يجب العمل على إثارة قضية الاسرى المفرج عنهم والذين اعاد الاحتلال أسرهم مرة اخرى كالأسير خضر عدنان والأسير سامر العيساوي وغيرهم من الأسرى الذين تم الإفراج عنه في صفقة تبادل الاسرى بالجندي الاسرائيلي “شاليط” في عام 2011.
فصائلنا الفلسطينية ومكونات العمل السياسي مطالبة في هذه المناسبة للتوحد وإنهاء هذا الانقسام البغيض للتوحد من اجل التصدي للقضايا الفلسطينية الهامة التي تعصف بالشعب الفلسطيني من تبعات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق الأرض والشعب.