الخريج قبل وبعد المصالحة الفلسطينية
م. احمد سعيد كساب
مما لا شك فيه ان من اهم القضايا المراد معالجتها في قطاعنا الحبيب هي قضية الخريجين العاطلين عن العمل , الذين رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بهم من فقر وقلة في الموارد وحصار شنيع على قطاعنا الحبيب وعدم السماح لهم في الخروج لإكمال حياتهم العلمية خارج الوطن الا انهم جاهدو وثابروا الى ان تخرجوا ونجحوا في اكمال مسيرتهم التعليمية ومنهم من لم يتوقف ومستمر في اكمال تعليمه لدرجات عليا.
طيلة الفترة السابقة ما قبل المصالحة الفلسطينية وجميع الطلاب يلتحقون بالمؤسسات التعليمية وهم على امل مفقود بانهم سيتخرجون ولم يستطيعوا ان يلتحقوا بسوق العمل وانهم نالوا الشهادة وهم على دراية انها لا تلزم في مجتمعنا الذي لا يوجد به فرص عمل تغطي معدلات الخريجين واللذين من المفترض الحاقهم بسوق العمل لتكوين حياتهم والتمكن من توفير ما يلزم لهم للعيش كباقي شعوب العالم عيشة تليق بتضحيات هذا الشعب الصابر …. الا ان هذه الاحلام كانت مجرد احلام لوجود عائق كبير امام تحقيق احلام وطموحات الشباب والخريجين وهو الانقسام الفلسطيني والجميع يعلم ان نظرة الخريج قبل المصالحة الفلسطينية هي نظرة ساقطة بها خيبة امل ولا وجود ملامح لمستقبلهم في مجال تعليمهم .
هذه الاحلام كانت مجرد احلام لوجود عائق كبير امام تحقيق احلام وطموحات الشباب والخريجين وهو الانقسام الفلسطيني والجميع يعلم ان نظرة الخريج قبل المصالحة الفلسطينية هي نظرة ساقطة بها خيبة امل ولا وجود ملامح لمستقبلهم في مجال تعليمهم
في بداية الحديث عن وجود بوادر للمصالحة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة ومحاولة انهاء الانقسام الفلسطيني الذي طال احدى عشر عاما لم تتغير تلك النظرة للخريجين كباقي فئات المجتمع وذلك لفشل هذه المحاورات من قبل لان اطراف الانقسام حاولت عدة مرات انهاء الانقسام وللأسف جميعها باءت بالفشل وجميع فئات اعتبر هذه المحاولة ايضا ستبوء بالفشل كسابقاتها .
وعند دخول المصالحة الفلسطينية مرحلة متطورة وجدية بدأت نظرة اليأس بالتضاؤل شيئا فشيئا مع كل خبر يسمع فيه تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية وبدأ الشعور بالارتياح تجاه هذه المصالحة والشعور بأن الطرفين اصبح الوطن والمواطن امام اعينهم والخريجين كباقي فئات المجتمع اصبحوا اكثر تفاؤلا وعادت آمالهم وتطلعاتهم المستقبلية التي دثرها وطواها الانقسام البغيض والجميع فرحاً لما آلت اليه الامور وما انجز لغاية الان في ملف المصالحة الفلسطينية .
ولكن في ظل التأني والتباطؤ البغيض في عمل حكومة الوفاق الوطني والتأخر في ممارسة عملها اصبحت نظرة التفاؤل والامل ترجع شيئا فشيئا ولا اريد ان اقلل من حجم الانجاز لغاية الان ولكن الخريج لم يرى شيئا على ارض الواقع ولا حتى أي وعودات او اتفاقيات في ملف الخريجين حيث ان هذه الحالة من التخبط ستشكل خطورة بالغة على آمال وطموحات الخريجين وباقي فئات المجتمع .
آمل من الله تعالى ان يحقق مراد هذا الشعب المناضل في العيش حياة تليق به وبصبره وان يمن على اخوتنا بالتوفيق وان نبقى على قلب رجل واحد وعلم واحد ووطن واحد .