جراح الوطن وإعمار الوعي هل ستندمل وتتبلسم لتتفتح على روابيها ورود كنعان؟
إن بالعودة لاستحضار وصايا شهداء ثورتنا الفلسطينيه والتي يجب على قيادات منظمة التحرير وحركة حماس ان لا تغيب وإن شعبنا كان و لا زال يأمل بأداء مختلف و مغاير لما جرى ويجري حاليا، خاصة بعد صمود شعبنا البطولي مروراً من خليل الرحمن والعاصمة القدس المحتلة ووصولاً الي غزه حيث المشهد الواحد والموحد لشعبنا الباسل في مواجهة العدوان الإسرائيلي و لقد أعتقد شعبنا و تمني ان ذلك الصمود قد فتح آفاقا واسعة لمصالحة وطنية حقيقية و بعيدة عن المصالح الفصائلية مما يوجب علينا جميعا أن نواجه الحقائق بواقعية.
وإن غياب الحد الأقصى من التفاهم الوطني، فإننا نغامر بضياع الوقت و الموارد و المواقف العربية و الدولية التي ترى الضرورة الملحة و العاجلة لانطلاق عمليات إعادة إعمار غزة و توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الانسانية لقرابة مليونين من أبناء شعبنا ودون إغفال المطالب السياسيه المتمثلة برحيل الاحتلال الإسرائيلي عن أراض دولة فلسطين المحتلة.
إن محاولات تجديد و تعميق اجواء التقاسم والانقسام ستكون سببا مباشرا ليس فقط في إبطاء و تعثر اعادة إعمار و إنعاش غزة، التي تتزايد وتتضاعف أزماتها منذ فرض الحصار والحروب العدوانيه التي كان أخرها عدوان2014 بل ربما في ضياع الفرصة تماماً. والتي ضاعت سابقاً!
فإذا ما تقدمت القيادات الفلسطينيه للسمو مرة اخرى فوق الجراح، و التوقف عن استعادة الماضي وفرضه على الواقع الراهن، إن ضرورة الاحتكام الى العقل و الموضوعية وإدراك حجم الدسائس الإسرائيلية المكشوفة تارة، و اجندات إقليمية تبحث لنفسها عن دور وسط الدم و الدمار الفلسطيني تارة اخرى مهمة جداً في الوقت الذي يصل فيه السيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليل بالنهار من أجل شعبنا علي طريق الحرية والانعتاق من نير الاحتلال والذي باتت دولة الاحتلال تمارس بحقه ما مارسته مع الشهيد ياسر عرفات من إدعاءات باطله ومحاولات متعددة لتشويه صورته الوطنية ولم يعد خافياً المصطلحات والتصريحات التي يستخدمها وزراء حكومة الاحتلال وعلي رأسهم ليبرمان وبينت وغلاة اليمين والمستوطنين.
وإزاء ذلك فإن المنطق الوطني يستوجب علي الفصائل الفلسطينيه مجتمعه أن تدعم وتبارك هذه الجهود للرئيس أبو مازن والتي باتت ترهق ساسة اسرائيل بعد المواقف الأوربية الأخيرة التي تعترف بدولة فلسطين والحراك الدبلوماسي الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة ومجلس الامن والذي باتت الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأساس لدولة الاحتلال متوجسة منه ومن حجم المواقف الدوليه المسانده لحقوق شعبنا بإنهاء الاحتلال في الوقت الذي تشهد فيه المنطقه العربية تطورات متسارعة توضع عند أحداثها علامات استفهام! وتساؤلات كبيره عن المستفيد؟ والخاسر!
ومما يفرض علي الفلسطينيين تقديم عجلة إعمار الفهم والوعي السياسي و إنعاش الحياة السياسية، دون التقليل من قيمة الدعم العربي والدولي، فالعالم يراقب مدى قدرتنا من خلال مؤسسات و قوى الشعب الفلسطيني في إغاثة الذات الفلسطينيه المنكوبة بفعل استمرار السلوك العدواني لدولة الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي لابد من خطوات جريئة و في مقدمتها أن تقوم حكومة التوافق الوطني بأداء مهامها المناطة بها وتوفير كل أسباب النجاح وتذليل العقبات التي تقف في طريقها وفقاً للقانون الواجب احترامه والالتزام به وليدرك العالم صدقية وحق وعدالة مطالبنا بإنهاء الاحتلال والمتمثل بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعيه الدوليه ذات الصلة.
عندها فقط يمكن لجراح الوطن ان تندمل ويكون إعمار الوعي الوطني قد أخذ مداه لتتفتح ورود كنعان من بين ركام البيوت المعبقه بالدم.