بيدي كنز ثمين
أثناء البحث في مقتنيات والدي – رحمه الله – عثرت على مجلة قديمة اسمها “الصراط” يعود تاريخها لعام 1947م، كان والدي قد احتفظ بهذه المجلة لوجود مقالة لخاله الأمين العام د. محمد حسين الفرا فيها.
بدأت أقرأ في المجلة وكان حالي كحال من عثر على كنز ثمين، شعور عظيم لا وصف له، قرأت كل صفحات المجلة وأثناء القراءة كنت وبشكل لاإرادي أنتقل لقراءة الصفحة التالية الموجودة على اليسار قبل الإنتهاء من تلك التي على اليمين لتشوقي لمعرفة مواضيع ذاك الزمان ومن ثم أعود للصفحة على اليمين لأكملها.
مواضيع شيقة جميلة ورغم قدمها كان فيها المعلومات المفيدة. كانت المجلة تتكون من 18 صفحة بها مواضيع متنوعة سياسية أدبية فكاهية وغير ذلك، كان فريق تحرير المجلة يسعى جاهدًا بأن يكون هناك أخبار متنوعة فتحدثوا عن عادات الشعوب الأصلية بأستراليا وتحدثوا عن مجازر الوحشية التي يرتكبها الفرنسيون في المغرب نتيجة إعتداء الجنود السنغال على أهل مدينة الدار البيضاء الذين هبوا لنجدة إمرأة إعتدى عليها بعض السنغاليين، كما تحدثت المجلة عن إنتشار المجاعة بتونس وكيف أن ربع سكان تونس كانوا عرضة للموت، والتقصير الواضح من الإحتلال الفرنسي بمنع جلب “الأقوات”، والغريب في الأمر بأن الملك فاروق – ملك مصر- هو الذي هب لنجدة التونسيين
“فكانت هبته الكريمة بلسما للجراح سيذكرها الشعب التونسي بالشكر والإمتنان”.
والأكثر عجبا هو أخبار وحوادث فلسطين، ففي بداية المجلة كان مقالا عن قضية فلسطين في هيئة الأمم المتحدة، والطريف في الأمر بأن صاحب المقال يستنكر من هيئة الأمم المتحدة سماعها للوكالة اليهودية ويعتبر ذلك “سابقة خطيرة“!
كيف حال هذا الكاتب لو يرى حالنا اليوم؟
ومن الأحداث الغريبة والتي حدثت عام 1947 وتحدثت عنها المجلة وتحديدا بالصفحة الرابعة، كانت قصة الهجوم على سجن عكا، حيث هاجم نحو 120 إرهابيا سجن عكا المركزي، ما أسفر عن هرب 300 من السجناء غالبيتهم يهود!
وتظهر المجلة نشاط الإخوان بذلك العصر وإعلانهم عن دورات للخطابة ومواعيد للدروس الدينية للشيخ “تقي الدين النبهاني” مساء الجمعة 9/5/1947.
ومن المواضيع التي تظهر التسامح الديني، الإعلان عن موعد المباراة الودية بين فريقي النادي الأرثوذكسي والنادي الرياضي الإسلامي – التابع للإخوان- على ملعب الكلية الأرثوذكسية يوم الأحد.
صور من المجلة: