بالإضافة إلى الأرض.. ما الذي تسرقه إسرائيل من الفلسطينيين؟
لم يكتف المحتل الإسرائيلي بسرقة الأرض الفلسطينية وادعاء ملكيته التاريخية لها, بل امتدت يده بالباطل لكل ما استطاعت أن تصل إليه من ممتلكات الفلسطينيين المادية والمعنوية, في محاولة منهم لصنع تاريخ مزيف يربطهم بهذه الأرض وبتقاليدها وتراثها العتيق.
في هذا المقال نبحث في أبرز المظاهر الثقافية والحضارية التي استولى عليها الإسرائيليون وحاولوا ادعاء ملكيتها أمام العالم.
المأكولات
يشارك الإسرائيليون سنويًّا في مهرجان دولي للكسكسي يقام في مدينة سان فيتو لوكابو الإيطالية, الذي تشارك به معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط وبعض الدول الإفريقية، ويدّعي الوفد المشارك أن وصفة المفتول التقليدية (الاسم المحلي للكسكسي في فلسطين) هي أكلة شعبية إسرائيلية، وقد كان من دواعي السخرية أن وصْفتَهم قد فازت بالمركز الأول في هذه المسابقة عام 2000, وعندها تنبّه الفلسطينيون لهذه السرقة, وبدأوا يشاركون بوفد رسميٍّ هم أيضًا, من باب إثبات الوجود وتصحيح المعلومات الخاطئة التي يروجها الطرف الآخر.
وقد شاع عن الإسرائيليين ادعاؤهم لملكية أكلات أخرى من التراث العربي والفلسطيني, قد يكون أشهرها قرص الفلافل التقليدي الذي يتناوله العرب في مصر ولبنان وسوريا وفلسطين، فقد شارك الإسرائيليون عام 2009 في معرض للمواد الغذائية أقيم في ولاية نيوجرسي الأمريكية, وكان من بين المنتجات التي عرضوها عبوات من الفلافل والمتبّل والحمص, مدعين أنها وجبات إسرائيلية شعبية!
وهذا ما أثار غضب الجاليات العربية التي بدأت منذ ذلك الحين في تنظيم حملات تدعو لمقاطعة هذه المنتجات, وكان من بين أقوى تلك الحملات وأنجحها واحدة نظمها طلاب جامعة ديبول في ولاية شيكاجو الأمريكية, الذين دعوا زملاءهم لمقاطعة وإزالة المنتجات الإسرائيلية التي تذهب أرباحها لدعم الجيش الإسرائيلي, مما جعل إدارة الجامعة تقوم بإزالتها من الكافيتيريا والحرم الجامعي.
التطريز التقليدي
لكل بلد زي شعبي تشتهر به وتفتخر بالتمسك به وتورِّثه من جيل إلى جيل, فكيف ببلد ليس لها زي شعبي؟ ولهذا فقد لجأ الإسرائيليون لسرقة التطريز التقليدي الفلسطيني ذو النقوش المميزة والألوان الزاهية, وجعلوه زيهم الشعبي، وقد كانت من أوضح المرات التي استخدموا فيها الثوب التقليدي الفلسطيني عندما ارتدته مضيفات شركة الطيران الإسرائيلية في استقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى زيارته للبلاد.
ليس هذا فحسب, بل استخدم مصممو الأزياء لديهم هذه النقوش التقليدية في تصنيع منتجات تجارية كالملابس والأحذية, وعرضوها للبيع عبر الإنترنت دون ذكر أصلها التراثي الفلسطيني, أو بادعاء أنها من أصل إسرائيلي.
وفي نفس السياق, قام مصمم إسرائيلي بالاستحواذ على شكل الكوفية الفلسطينية الشهيرة, وحوّلها إلى نسخة مشوهة باللونين الأزرق والأبيض, منقوشة بنجمة داود, وعرضها للبيع عبر الإنترنت بهدف محاربة الكوفية الفلسطينية التي انتشرت في أوساط الشباب الأوروبيين المتعاطفين مع فلسطين والمناهضين للصهيونية والاحتلال.
الكتب والموسوعات
عندما بدأت الحرب وحدثت النكبة عام 1948 التي أدت بالفلسطينيين للهرب من قراهم ومدنهم تاركين وراءهم منازلهم وحاجياتهم, كانت هناك عصابات صهيونية متخصصة تحديدًا في تجميع محتويات المكتبات من المنازل, بكل ما فيها من كتب ومخطوطات وصل عددها إلى حوالي 80 ألف كتاب ومؤلَّف, جمعها الفلسطينيون على مدار السنوات والعقود في مدن القدس, وحيفا, ويافا وباقي المدن الفلسطينية.
وقد قام الفلسطينيون بتوثيق هذه السرقات في عدة حالات, أحدها ما حدث لمكتبة الأديب خليل السكاكيني الشخصية التي تركها خلفه في القدس، وقد حاول طوال حياته كلاجئ في مصر أن يتتبع مصير كتبه, التي اتضح فيما بعد أن الإسرائيليين يحتفظون بها في المكتبة القومية الإسرائيلية, ورفضوا إعادتها عندما طالبهم عضو الكنيست العربي، جمال زحالقة، باستلامها وإيداعها في مركز خليل السكاكيني الثقافي في مدينة رام الله.
شاهد: فيلم يوثق سرقة إسرائيل لقرابة 80 ألف كتاب فلسطيني
علا عنان | ساسة بوست